المشاريع 2 مارس 2025

الرموز.. أوتاد المجتمع | مشروع صناعة الرموز المجتمعية

المجتمعات لا تنهض إلا بوجود الرموز التي تجمع الناس حولها، تقودهم في أوقات الاضطراب، وتكون مرجعية عند اشتداد الأزمات.

الأمة التي تفقد رموزها الحقيقية، تُستبدل بقيادات زائفة لا تخدم إلا الطغيان.

لماذا يحتاج المجتمع إلى رموز حقيقية؟

  • لأن الأفكار وحدها لا تصنع التغيير، بل تحتاج إلى رجال يحملونها ويدفعون ثمنها.
  • لأن الناس لا تسير خلف الشعارات، بل تحتاج إلى قدوات حية تمثل القيم التي يؤمنون بها.
  • لأن الطغيان لا يخشى المعارضة العشوائية، بل يخشى وجود قيادات تمتلك الشرعية الشعبية.

كيف يحارب الطغاة الرموز المجتمعية؟

  • 1️⃣ التصفية الجسدية: قتل العلماء، والدعاة، والمصلحين لتُترك الأمة بلا هداية.
  • 2️⃣ الاعتقال والنفي: تغييب الرموز الحقيقية حتى لا يكون لهم تأثير.
  • 3️⃣ التشويه الإعلامي: صناعة صورة سلبية للقدوات الحقيقية، وإحلال شخصيات مصنوعة تخدم الاستبداد.
  • 4️⃣ تفتيت المجتمع: نشر الفُرقة، وإضعاف الروابط الاجتماعية، حتى لا يجد الناس من يجتمعون حوله.

كيف نعيد بناء الرموز المجتمعية؟

  • تمكين الرموز الحقيقية من أداء دورها: لا يكفي أن نعرف الرموز، بل يجب أن نتيح لهم الفرصة لنقل فكرهم، والتأثير في المجتمع، عبر المنابر، واللقاءات، والتفاعل المباشر مع الناس، بدلًا من حصارهم وتقييد حركتهم.
  • صناعة القيادات الشابة: الأمة لا تستمر إلا بتجديد رموزها، وهذا لا يحدث تلقائيًا، بل يحتاج إلى إعداد وتأهيل. فيجب أن نفتح الطريق أمام الشباب ليتعلموا، ويحتكّوا بالرموز القائمة، حتى يكتسبوا الخبرة، ويحملوا الراية في اللحظة المناسبة.
  • إحياء البيئات الحاضنة للقادة: لا يُصنع القائد في الفراغ، بل وسط بيئة تُعلّمه وترشده. فالمساجد، والجامعات، والمنتديات الفكرية، والروابط المجتمعية كانت على مدار التاريخ معامل إعداد الرموز، ولا بد أن نعيد إحياء هذه البيئات وتوسيع رقعة تأثيرها.
  • كسر الحصار عن الرموز الحقيقية: فالطغيان لا يقتل القائد فقط، بل يطمس فكره، ويمنع الناس من الوصول إليه. وواجبنا أن نوصل أفكارهم، ونُعيد إنتاج علمهم، ونجعل صوتهم مسموعًا رغم محاولات التغييب.
  • تمييز الرموز الحقيقية عن المزيفة: في زمن الفتن، تكثر القيادات المصنوعة التي يروّج لها الإعلام، بينما يتم تشويه الرموز الحقيقية. فيجب أن يكون لدينا الوعي الكافي لنعرف من يستحق أن يُتبع، ومن هو مجرد واجهة زائفة.
🔴 إذا سقط الاستبداد ولم يكن في المجتمع قيادات راشدة، فمن يمسك بزمام الأمور؟

التاريخ يشهد أن الأمة التي تُقتل رموزها ولا تُفرز بدائل حقيقية، تسقط في براثن الفوضى، أو تُحكم من جديد بأشد الطغاة سوءًا.

نحن أمام مسؤولية ثقيلة.. فإما أن نصنع قيادات تنقذ الأمة، أو نتركها نهبًا للضياع!