المشاريع 2 مارس 2025

صوت الوطن في المنافي | مشروع المصريين في الخارج

لم يهاجروا بحثًا عن وطن آخر فالوطن في قلوبهم وإن باعدت بينهم المسافات.

الغربة ليست نسيانًا، بل مسؤولية، وحمل الأمانة لا يسقط بعبور الحدود!

قال رسول الله ﷺ: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه” [متفق عليه]، فكيف يسلم المهاجرون إخوانهم للظلم، وكيف يصمتون عن نداء الوطن؟

في زمنٍ خُطف فيه صوت الداخل، يبقى على أهل الخارج أن يكونوا السند والظهير، فمن كتم شهادة الحق وهو يملكها، فقد خان الأمانة.

قوتهم في أرقام

  • أكثر من 14 مليون مصري منتشرين في 140 دولة، يشكلون واحدة من أكبر الجاليات في العالم.
  • تحويلاتهم السنوية بلغت 20.8 مليار دولار في 2024، ما يجعلهم أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
  • آلاف الخبراء المصريين يتقلدون مناصب مؤثرة عالميًا في الطب، الهندسة، التكنولوجيا، الإعلام، والسياسة.

لماذا دورهم محوري؟

  • لأنهم يملكون الحرية التي يفتقدها الداخل، فلا قيود أمنية تمنعهم من الحديث، ولا قمع يحاصر حراكهم.
  • لأنهم صوت مصر في الخارج، ويستطيعون فضح القمع، وحشد الدعم لقضية المصريين.
  • لأنهم قوة ضغط دولية، يمكنهم إيصال الصوت إلى البرلمانات والإعلام والمؤسسات الحقوقية العالمية.
  • لأنهم السند لأهلهم في الداخل، قال ﷺ: “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى” [متفق عليه].

أدوارهم الحالية والمطلوبة

  • كشف جرائم النظام دوليًا عبر الإعلام والمحاكم والمؤسسات الحقوقية.
  • التظاهر والضغط السياسي أمام السفارات والبرلمانات والمنظمات الدولية.
  • بناء تحالفات دولية مع برلمانيين وسياسيين لدعم قضية التغيير في مصر.
  • دعم المعتقلين وأسرهم ماليًا ومعنويًا: واجبٌ على الأمة أن تخلفهم في أهلهم، وألا تتركهم للضياع، فتركهم خذلان، والتخلي عنهم سقوط في اختبار الأخوة.

بعد سقوط النظام.. دور لا ينتهي

العودة إلى الوطن ليست مجرد خطوة جغرافية، بل مسؤولية تاريخية تتطلب إعدادًا حقيقيًا، فليس المطلوب مجرد الحماس، بل العلم والفهم والرؤية العميقة.

🔹 لا تكفي النوايا الصادقة بل لا بد من الفهم العميق والتأهيل الحقيقي قبل قيادة أي تغيير.

🔹 إصلاح الأوطان لا يكون بردود الأفعال بل بمنهجية ورؤية واعية، وإعداد جاد قبل تولي زمام الأمور.

🔹 التاريخ لا يرحم القادة غير المؤهلين ومن لم يستعد اليوم، لن يجد له مكانًا غدًا.

المصريون العائدون من الخارج أمامهم فرصة استثنائية ليكونوا في مواقع التأثير، لكن الفرق بين الإصلاح الحقيقي والفوضى العاطفية يكمن في مدى وعيهم واستعدادهم لحمل الأمانة.

فلا بد أن يكونوا حملة علم، وخبرة، وبصيرة، لا مجرد شعارات ومطالب، فالأوطان لا تُبنى بالخطابات، بل بالعقول المستنيرة التي تدرك الواقع وتملك أدوات تغييره.